اﻻعلام يحسم اﻻنتخابات البريطانيه لصالح المحافظين!!


بقلم : بسام روبين

ﻻشك ان اولويات الناخبين تختلف بين بلد واخر وتمتلك القسم اﻻكبر من علامات نجاح المرشحين في أي انتخابات ولكن اﻻمبراطوريات اﻻعلاميه تلعب دورا اساسيا وهاما في مراحل العمليه الانتخابيه فقد ساعدت في ترجيح نتائج الانتخابات لصالح حزب المحافظين البريطاني ومنحه فرصة تشكيل حكومه دون الحاجه الملحه ﻷي نوع من التحالفات مع أي حزب آخر من خلال الجهد الاعلامي الكبير الذي بذل خلال الفترات التي سبقت التصويت ومشاركتها في تحسين صورة حزب المحافظين على حساب صورة حزب العمال.

واكدت هذه النتائج وبما ﻻ يدع مجاﻷ للشك ان ذراع اﻻعلام سيظل عاملا قويا في حسم نتائج مختلف انواع المعارك الانتخابيه لما له من تأثير ملموس في بناء وتوجيه واقناع الفكر الانساني ولكننا نحن العرب ما زلنا ﻻ نولي هذا الموضوع اهميه تشاركيه لكسب المعارك السياسيه واﻻقتصاديه واﻻجتماعيه التي نخوضها وما زلنا نترك ميادين اﻻعلام لتلك الامبراطوريات القائمه منذ زمن ونفسح المجال لها للانفراد في توجيه القرارات والسياسات العالمية باﻻتجاه الذي تراه مناسبأ وحسب اولوياتها ومصالحها التجاريه والاخرى .

وهنالك شواهد كثيرة على ذلك كان اخرها هذا الزلزال الذي احدثته تلك الامبراطوريات في المشهد السياسي والحزبي البريطاني من خلال نتائج التصويت وما سيتمخض عنها لاحقا من هنا تأتي الحاجه ملحه لضرورة اعادة النظر في هذا الجانب الهام واعطائه اولويه واﻻنفاق عليه بسخاء ﻻ يقل عن انفاق سباق التسلح من اجل تحقيق اﻻهداف القوميه والوطنيه فاﻻعلام الهادف والمدروس قادر على ترجيح وكسب المعارك السياسيه وتحسين اﻻقتصادات المتعثره وتجميل الصور المشوهه امام الراي العام.

أن احد اهم اسباب تعثر السياسات الحكوميه المختلفه هو ضعف الجانب اﻻعلامي وعدم اﻻعتناء به والانفاق عليه واتمنى هنا على صناع القرار ان يهتموا بهذا الواقع الهام لانجاح تسويق اﻻفكار والخطط اﻻستراتيجيه الوطنية لانه لن يكون هنالك سياحه ناجحه وﻻ نمو اقتصادي وفكري بدون خطط اعﻻميه هادفه هجوميه ودفاعيه وضرورة تكميم تلك الاصوات التي ﻻ تشجع التركيز على الجانب اﻻعلامي بسبب تضارب المصالح واعتباره اسرافا وتبذيرا علما بان اﻻعلام النظيف والهادف هو احد اعداء الفساد ورافدا قويا لمحاور تقدم الاقتصاد والتنميه المستدامه .

سائلا العلي القدير ان ننهض باعلامنا الوطني على مستوى المؤسسات والمشاريع والخطط ليكون دافعا نحو اﻻصلاح المنشود والحياه الكريمه لكي نصبح جزءأ فاعلا وهامأ في هذا العالم الذي تقوده تلك اﻻمبراطوريات اﻻعلاميه العملاقه انه نعم المولى ونعم النصير.

العميد المتقاعد بسام روبين

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدرة تكتب ... التنمر أحد أخطر الظواهر سريعة الانتشار

الشيخ فيصل الحمود : ‏الكويت مليئة بالشباب الطموح المتميز

أبو كايد الميمي كاد أن يكون ضحية لحملة تشهير فاشلة مدفوعة الأجر .